كاتب في “لوفيغارو”: هجوم حماس وما تبعه أعاد إسرائيل دبلوماسيا إلى الحالة التي كانت عليها عام 1982

كاتب في “لوفيغارو”: هجوم حماس وما تبعه أعاد إسرائيل دبلوماسيا إلى الحالة التي كانت عليها عام 1982

  • كاتب في “لوفيغارو”: هجوم حماس وما تبعه أعاد إسرائيل دبلوماسيا إلى الحالة التي كانت عليها عام 1982

اخرى قبل 6 شهر

كاتب في “لوفيغارو”: هجوم حماس وما تبعه أعاد إسرائيل دبلوماسيا إلى الحالة التي كانت عليها عام 1982

باريس-

تحت عنوان: “حرب حماس الثورية”، اعتبر رينو جيرار، الجيوسياسي والكاتب بصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أنه في تاريخ الحروب غير المتكافئة المعاصرة، فإن استراتيجية حماس ليست جديدة حقاً، إذ تطبّق الحركة الإسلامية الفلسطينية نظرية الحرب الثورية كما روج لها ماو تسي تونغ، وكما حللها الضباط الفرنسيون Lacheroy وTrinquier وGalula على أرض الواقع في حروب الهند الصينية والجزائر.

المبدأ الأول للحرب الثورية هو أن مقاتلها يجب أن يكون مثل سمكة في الماء بين السكان. وهذا هو حال مقاتلي حماس وعائلاتهم، الذين لا يمكن تمييزهم عن الأسر الفلسطينية الأخرى. نفس المساجد، نفس المدارس، نفس المحلات التجارية، نفس المساكن، نفس السيارات، نفس الملابس. يمكن لحماس أن تطلق الصواريخ في إحدى الأمسيات من المساجد أو المدارس، والتي سترتادها في اليوم التالي عائلات مسالمة تماما، وفق مزاعم الكاتب.

المبدأ الثاني للحرب الثورية يتلخص في جلب العنف إلى ذروته، من أجل إحداث استقطاب شديد داخل المجتمعات التي نسعى إلى فصلها بشكل محكم. وهذا ما فعله زعيما جبهة التحرير الوطني ياسف السعدي وبن مهيدي في الجزائر العاصمة بين 1956 و1957. وقد أدت الهجمات إلى إغراق مدينة الجزائر، التي كانت ذات يوم ذات أغلبية سكانية أوروبية، في حالة من الرعب والغضب والكراهية، يقول رينو جيرار، مضيفاً أنه سيطلق على هذا القمع العنيف اسم “معركة الجزائر” من قبل مظليي الجنرال ماسو، الذي منحته الحكومة اليسارية الصلاحيات الكاملة: اعتقالات وتعذيب واخفاءات على نطاق واسع. توقفت الهجمات في الجزائر العاصمة، خسرت جبهة التحرير هناك  تكتيكياً لكنها انتصرت استراتيجياً، بعد أن حظيت المعركة بتغطية إعلامية كبيرة، وأصبحت جبهة التحرير الوطني مشهورة في جميع أنحاء العالم.

واعتبر الكاتب الفرنسي أن حركة حماس كانت تعلم جيداً، من خلال قتلها لأكثر من ألف إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر الجاري، أنها ستجلب نار الانتقام إلى قطاع غزة، وأن الجيش الإسرائيلي سيقصف بكثافة، وأن الضحايا من الجانبيين سيصلون إلى الآلاف، وأنها ستحقق بذلك الاستقطاب المنشود.

وواصل الكاتب معتبرا أن المهم في الحرب الثورية في نظر أصحابها، هو أن يتحقق هدفهم الاستراتيجي، وهذا ما تحقق لحركة حماس، حيث  عادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الجيوسياسي العالمي، ويتم نسيان القتلى الإسرائيليين تدريجياً، وسط تزايد الحديث عن الضحايا الفلسطينيين جراء قصف الجيش الإسرائيلي وغالبتيهم من الأطفال والنساء. وبالتالي، يتّحد المسلمون في أنحاء العالم ضد الدولة اليهودية، على حد قول جيرار.

وقال إن إسرائيل عادت دبلوماسياً إلى الحالة التي كانت عليها عام 1982 خلال غزوها للبنان. فالسعودية كانت تستعد لإقامة علاقات دبلوماسية معها، وهو ما لم يعد وارداً في الظروف الحالية. وفي أروقة بعض الجامعات الغربية، يؤيد اليساريون علنا ​​حركة المقاطعة وفرض عقوبات على إسرائيل، ومقاطعة منتجاتها ووقف الاستثمارات الدولية في أراضيها.

ورأى الكاتب الفرنسي أنه يتعين على الاستراتيجيين الإسرائيليين أن يظهروا قدراً أكبر من الهدوء والحكمة في مواجهة رعب السابع من أكتوبر، مقارنة بالأميركيين بعد أحداث 11 سبتمبر، وطرح الأسئلة من قبيل: كيف يكون رد الفعل دون المبالغة في رد الفعل، وكيف لا نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى دوامة لا نهاية لها من العنف؟

واعتبر رينو جيرار أن هناك شيئاً واحداً مؤكداً، وهو أنه سيتعين على الإسرائيليين ذات يوم أن يستأنفوا المفاوضات مع الفلسطينيين.

“القدس العربي”:

التعليقات على خبر: كاتب في “لوفيغارو”: هجوم حماس وما تبعه أعاد إسرائيل دبلوماسيا إلى الحالة التي كانت عليها عام 1982

حمل التطبيق الأن